الاثنين، 22 ديسمبر 2014

ظهور الكمأ (الفقع) العلامات و الدلائل

ظهور الكمأ (الفقع) العلامات و الدلائل

 
كتب و صوّر: محمد اليوسفي  
(لقراءة الموضوع بالكامل اضغط على العنوان)
هذه مجموعة التغريدات التي نشرتها عبر حسابي في تويتر بعنوان
(ظهور الكمأ -الفقع- العلامات و الدلائل)

آمل ألا يتعجب "غير المهتم" من تكثيف الصور، لأن متعة البحث عن الكمأ ترقى عند هواة الرحلات إلى متعة الصيد.
 
 سيجد "غير المهتم" في هذا الموضوع على الأقل، "معلومات علمية مصورة" عن نباتات برّيّة، مقدّمَة مع شيء من الثقافة الشعبية.
 
نمو "الفقع" وظهوره في "البرية" يرتبط بهطول أمطار الوسم من منتصف أكتوبر حتى أوائل ديسمبر على الأرض المنبتة له.
 
وصف الأجداد "الفقع" بـ"فسق الأرض". كلمة "فسق" طريفة تشير إلى "زيادة ارتواء الأرض" من غزارة الأمطار وتعاقبها.
 
قال الأجداد أيضا ان الفقع "نبات الرعد"، وهذا وصف مبني على ملاحظة ارتباطه بسحب الوسم "الرعدية". ولهذا التصور ما يعززه في المصادر الحديثة.
 
شمال شرق السعودية "الدبدبة" أشهر منابت "الفقع"، وكذلك شماليها وأماكن عدة في نجد. وأفضل بيئاته "السهول التي تتميز بالتربة الرملية الطينية".
 
لمنديل الفهيد -رحمه الله- بيت شعر يقول:
 من الدلايل يعرف الفقع بالرّقة 
واحسب حساب الوقت ستة بستة 
 
فهو يقصد أن "الفقع" يظهر عقب ٣٦ يوما من هطول مطر الوسم.
 
يتباين حساب"أيام" ظهور الفقع، فالشائع القول "٧٠" يوما بعد أول وسم، وقيل"٤٠".
 لكن "تعاقب المطر وطبيعة الأرض والظروف المناخية" هي العوامل المُحدِدَة.
 
وللتوضيح: فإن قلّة مطر الوسم على أرض قاسية مع برودة الجو تبطىء في ظهور "الفقع"
 بينما تعاقب المطر على سهل لين مع الدفء يعجّل بظهوره.
 
في علم النبات هناك علاقة تكافلية بين "الفقع" وعشب الإجردّ "الرقروق، الرّقة". 
في المثل الشعبي يقال لارتباط شيئين ببعضهما "الفقع حول الرقروق".

الصورة للعشب الحولي "الرقروق" أول نموه. 
في هذه المرحلة يظهر غالبا فطر "الهوبر" لكنه ليس الكمأ "الفقع" المطلوب.
 
الإجْرِدّ "بحسب معاجم اللغة" هو "الرّقة، الرقروق، الارقة، الجِرّيْد"
 بَانَ -في هذه الصورة- ورقه.
 في هذه المرحلة ستعثر على الفقع لكن لاحظ التالي.
 
قبيل تشكّل "تشققات" تظهر على سطح التربة وتدلّ على أن الكمأة "الفقع" تحتها تكون "كومة صغيرة" من التراب.
 
هذه صورة الإجْرِدّ: وهو عشب حولي قصير، يُعرف لدى العوام بالرقروق أو الرّقة. ويعدّ أوضح الدلائل على وجود الكمأ "الفقع"

زهرة "الرقروق أو الجِرّيْد" سريعة الذبول.
 فقد تجد العشب بلا زهر.

والإجرد: اسم لـ"أكثر من نوع" من "الأعشاب الحوليّة"، كلّها تسمّى عند العوام "الرقروق"، وتعدّ من علامات وجود الفقع في الأرض التي تنبت فيها.

كمأة بجانب نبات يعدّ من علامات وجود الفقع، واسمه "القصيص"، لكنه ليس من العلامات الثابتة! لماذا؟
 
لأن القصيص نبات "معمّر"؛ فينبت بالبذور، لكن يمكن أن ينبت من جذره في العام التالي، أي لا يكون بتأثير مطر الوسم.

هذا عشب القُلْقُلان "القليقلان" يشاع عند بعضهم أنه من علامات الفقع. هذا غير صحيح، حتى لو وُجِد بكثافة في الأرض.

إذا شَوّك "الذُّعْلُوق" تلقى الفقع نابي فوق.
 هذا مثل شعبي، أي إذا صار زهره كما في الصورة فستجد الفقع.
 
الذُّعْلُوق عشب حولي. ولا يعني المثل السابق أنه من علامات الفقع.
 إنما يظهر الفقع إذا شوّك وكانت دلائل وجود الكمأ متوافرة.

 هذا النبات يسمى "ذعلوق الجمل".
 وليس هو المقصود في المثل الشعبي: "إذا شَوَّك الذعلوق تلقى الفقع نابي فوق"

الخباري ذات الأرض الطينية يندر أن تنبت الفقع حتى لو تعاقب وسمها، وإن وجد فهو بطرفها وأطراف حزومها وشغاياها.

 من أفضل الأراضي التي ينبت فيها الكمأ "الفقع" سهول تربتها رملية طينية ومنخفضة قليلا ومحاطة بحزوم غير مرتفعة.

الأرض المنبتة للكمأ؛ وذات "الشجيرات"، ستجد الكمأ جوار جذوعها فلا تتبين "تشققاته" كما في الأرض الخالية منها.

 أطراف إنحدار الحزوم التي يسيل منها ماء المطر وتمسك بعضه تعتبر أفضل الأماكن التي تجد فيها الفقع متجاورا مع بعضه.

٨٠٪ من الكمأ ماء. وفي الزبيدي "الأبيض" يزيد "فيتامين C" خمسة أضعاف عن نوع الخلاسي. وفيهما بروتين ومعادن مفيدة.
 
أختم الشرح بأمثال شعبية أخرى حول "الفقع": 
إذا جاء الفقع صرّ الدواء وإذا جاء الجراد انثر الدواء 
الفقع يُرخِص اللحم
 أذلّ من الفقع
 أحلّ من الفقع
 
 

هناك 11 تعليقًا:

  1. معلومات قيّمة ومفيدة اخوي محمد
    كل الشكر لك ولجهودك المثمرة

    ردحذف
  2. بارك الله فيكم و في هذه المعلومات، و اود ان اضيف نقطة مهمة عن سؤال بعض الناس انه حتى لو امطرت السماء وقت الوسمي و بغزارة و كثيرة الرعد و البرق و مليئة بحشائش الصحراء مثل الرقروق و الرقة او الشيح و معروف ان الأرض تنبت الفقع سابقا و لم يتغير في التربة شيء و لم تتحرك او تحرث ومع ذلك لا يوجد فقع هذه السنة. لماذا؟
    الجواب و العلم عند الله كتالي:
    يلزم ظهور الفقع الى ما أشار اليه الأخ محمد بارك الله فيه زائد "و هذا باعتقادي و من تجارب من يكبرونني في العمر، ( ان المطر يجب ان ينزل في الأيام و الليال السوداء من الشهر، يعني تقريبا من تاريخ 20 بالشهر القمري الى الخامس من الشهر التالي، و قد يقول قائل ان نزول المطر في الليال البيضاء سيرطب التربة الى الليال السوداء و هذا صحيح اذا تدارك المطر يوميا. اما اذا انقطع المطر قبل الليال السوداء، فستجف التربة سريعا و لن تفقع الأرض. و لقد شاهدنا بالتجارب و الرصد ان الأمطار التي تهطل في الليال السوداء تنبت عشبا اكثر من البيضاء و منها الفقع. و الله اعلم وتقبلوا تحياتي

    ردحذف