الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

الطيور في المثل والمفهوم الشعبي (فلان.. رْخَمة)

٩- فلان.. رْخَمة

بقلم وعدسة محمد اليوسفي
 
في الأمثال الشعبية للإشارة إلى صفة الجبن بارتباطها بالطيور، تأتي كلمة أو مصطلح الرَّخَمَة، وهي فصيحة، أما في العامية؛ ففي منطقة نجد، يطلق على النسور بشكل عام الرّخَم، لكن أكثر ما يعرف باسم الرّخَمَة هذا النوع من النسور (الصورة) الذي يسمّى النّسر المصري بحسب المصادر المتخصصة في الطيور. ورغم كبر حجمه فهذا لا يعني التفوق ولا التميز بالقوة والإقدام، ومما قال الشاعر محمد الأحمد السديري:

طير السعد من كفه الدم شلال
بالمخلب السّاطي عطيب المضاريب

ولا يغرك بالرّخم كبر الازوال
وكبر النسور المهدفات المحاديب

والرّخمة نوع مميز شكلاً ببياض مائل إلى الأصفر، مع وجود خط أسود على طرفي الجناحين، وبرجلين عاريتين تبدوان كأنهما طويلتان. ومن قديم الشعر الشعبي قالت شاعرة من البادية تنتقد زوجها بعد أن اختارته من بين أقاربها متوسمة أن يكون شجاعاً قبل أن تنكشف الحقيقة بعد المعاشرة على عكس ما كانت ترغب:

شمت لك من لابتي لما لمومي
داخل في خاطري آخذك عشاقة

يا شبيه اللي على الرّمة يحومي
أبرق الجنحان رجلينه دقاقة

ففي البيت الأخير قالت له بإختصار: يا رخمة. ومما تُميّز به النّسور؛ وبخاصة النّسر المصري (الرخمة)، صفة الجبن، وهي لا تأكل إلا الجيف وما يتبقى من فرائس السباع، ولا تصيد لنفسها، على عكس العقبان والصقور المميزة بالقوة والجرأة وبالفتك بفرائسها من الطيور والحيوانات الصغيرة الحيّة. وإذا قيل: (فلان رخمة) فذلك يعني أنه جبان ولا يحسن التصرف لنفسه ولا لغيره. ويقال أيضا في المثل الشعبي: (فلان تأخذ عباته الرخمة) للرجل الموصوف بالجبن والخوف الشديدين، ولمن يُستدرج بسهولة.


يتبع
١٠- فلان أذرق من صافرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق