الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

الطيور في المثل والمفهوم الشعبي (أبيض من الغرنوق)

١٤- أبيض من الغرنوق

بقلم وعدسة: محمد اليوسفي

في معرض الحديث عن وصايا الصيد، كان الكبار يحذّرون الصغار من طائر الغرنوق إذا أصابه الصياد ولم يمت، والتحذير هنا من خطر حقيقي فإذا أتى المبتدئ بالصيد ليمسكه حيّا فحينئذ سيحاول الغرنوق الدفاع عن نفسه بواسطة الهجوم بمنقاره الطويل وربما أصاب عين الصياد. وعلى أيّ حال الغرنوق لا يعتبر من طرائد الصيد المفضلة رغم شكله الجميل وهيئته المنتصبة، والأخيرة مع لونه الأبيض الناصع أكثر ما يشبه بها في انتصاب الشيء وبياض لونه. قال الشاعر محمد القاضي في وصف دلة القهوة:

ولقّم بدلة مولّع كنها ساق
مصبوبة مربوبة تقل غرنوق

خله تفوح وراعي الكيف يشتاق
الى طفح له جوهر صح له ذوق

وقال آخر يدعو ركباً إلى ضيافته مما لديه من القهوة و(تتن) السّبِيل، والسبيل عظم أشبه بالغليون:

يا ركب عوجوهن بروس المصاليب
شربة سبيل وجمرته ما رماها

ومراكيات كنّهن الغرانيق
بيض وسود جنوبهن من سناها

غير أن الغرنوق في المفهوم الشعبي أكثر ما ينصرف في التشبيه والوصف إلى شدة بياض الشيء فيقال (أبيض مثل الغرنوق).

يتبع
١٥- طار الغراب وحطّ بالوكر غرنوق، أسود من الغراب، غراب البين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق