١٠- فلان أذرق من صافرة
بقلم وعدسة محمد اليوسفي
للدلالة
على الجبن قد تسمع من كبار السن قولهم إن (فلان أذرق من صافرة)، وأذرق
بمعنى أخوف، أما الصافرة ففي العامية تختلف التفسيرات (باختلاف المناطق)،
فقد بحثت ووجدت مَنْ يقول إن الصافرة هي القطط عندما تكون في فترة التناسل؛
حيث تطلق قبيل عملية التزاوج مواءها المتصل، لكن متى اقترب منها الإنسان،
وهي في هذه الحالة، فإنها سريعة الهرب. وهناك من يقول إن الصافرة نوع من
المفصليات الصغيرة، تُخرج صوتا في الليل يشبه الصفير، والمقصود بذلك ما
يعرف باسم (الجُدْجُد) بحسب المصادر المتخصصة أو (صافر الليل) عند العوام،
فإذا أتت دويبة أخرى لتفترس هذا الصافر فإنه لا يقاوم، وبالمناسبة صوت
الجدجد هو الذي يُسمع في الليل في البساتين والحقول ووسط النباتات، ويستخدم
- سينمائيا - في المشاهد الليلية وفي الأفلام الوثائقية أو في البرامج
الإذاعية كمؤثر صوتي للإيحاء بالسكون. وهناك تفسير ثالث لكلمة صافرة في هذا
المثل يقول به كبار السن في نجد، ولا يختلف قولهم عن معنى المثل وأصله في
مصادر التراث العربي، فللصافر في الفصحى عدة معان منها اللص، والطير
الجبان، وكل ذي صوت من الطير، وكل ما لا يصيد من الطير.
وفي
تاج العروس جاء: «الصافِر طير جبان ينكّس رأسه ويتعلق برجله وهو يصفر خيفة
أن ينام، فيُؤخذ، وبه فسّر بعضهم قولهم: أجْبَن من صافِر». وأرى أن
المقصود بالصافرة في المثل ما يعرف في المصادر العلمية بالطيور الحبّاكة،
التي تنسج أعشاشها بشكل أفقي أو مقلوب، وبالفعل هي لا تتوقف عن الصفير
والجلبة في المكان الذي تستقر فيه، لكنها تفزع وينقطع صوتها وتطير من أدنى
حركة أو صوت. وإذا قيل (فلان أذرق من صافرة) فهذا دلالة على شدة الجبن
والخوف.
يتبع
١١- فلان طير شلوى
شلوى جزيرة في الخليج العربي اسمها شلوى بالفارسية وسلوى بالعربية ذات جبال شاهقة وصقورها من أفضل الصقور ويضرب بها المثل في الجودة.
ردحذف